البوذية ترى في الفرد إلا تجمعا
مؤقتا لعدد من المسببات التي يدعوه اجتماعا إلى الوجود في هذا العالم لمدة ما ، ولتي
تجعله يشعر بأناة و شخصيته المتميزة ، وهذه الشخصية تستمر بفعل الذاكرة التي تحفظ
سجلها من الولادة إلى الممات ، أما عند الموت فإن المسببات التي دعت إلى تكون
الشخصية تحلل و يتحلل معها الفرد تماما ، ولا يبقى منه سوى الأعمال الكارمية التي يحملها ، فالأعمال باقية ، و سلسلة التجسيدات التي تمر عبرها
هذه الأعمال يمكن تشبيها بسجل مفتوح تزيد عناصره أو تنقص ، دونما حمل شخصي ذي جوهر
ثابت يحملها على ظهرة ، وذلك إلى أن يدرك النيرفانا أو الانطفاء الكامل ، إن كل ما
في الحياة هو صيرورة دائمة لا تهدأ ، ولا يكمن أن تتعايش الصيرورة مع الثبات ، وإنما
يمكن أن تؤول هذه الصيرورة إلى الثبات ، إلى الهدوء التام في حالة النيرفانا ، إن ما ندعوه شخص أو المسببات التي تدعو إلى الوجود المؤقت للشخصية الفردية أو الذاتية فعددها خمسة :
الجسم ، المشاعر ، الإرادة ، الوعي ، الإدارك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق