الأربعاء، 8 أغسطس 2012

المجاميع الخمسة أو الكومات الخمسة


البوذية ترى في الفرد إلا تجمعا مؤقتا لعدد من المسببات التي يدعوه اجتماعا إلى الوجود في هذا العالم لمدة ما ، ولتي تجعله يشعر بأناة و شخصيته المتميزة ، وهذه الشخصية تستمر بفعل الذاكرة التي تحفظ سجلها من الولادة إلى الممات ، أما عند الموت فإن المسببات التي دعت إلى تكون الشخصية تحلل و يتحلل معها الفرد تماما ، ولا يبقى منه سوى الأعمال الكارمية التي يحملها ، فالأعمال باقية ، و سلسلة التجسيدات التي تمر عبرها هذه الأعمال يمكن تشبيها بسجل مفتوح تزيد عناصره أو تنقص ، دونما حمل شخصي ذي جوهر ثابت يحملها على ظهرة ، وذلك إلى أن يدرك النيرفانا أو الانطفاء الكامل ، إن كل ما في الحياة هو صيرورة دائمة لا تهدأ ، ولا يكمن أن تتعايش الصيرورة مع الثبات ، وإنما يمكن أن تؤول هذه الصيرورة إلى الثبات ، إلى الهدوء التام في حالة النيرفانا ، إن ما ندعوه شخص أو المسببات التي تدعو إلى الوجود المؤقت للشخصية الفردية أو الذاتية فعددها خمسة :

الجسم ، المشاعر ، الإرادة ، الوعي ، الإدارك .

طالما بقيت هذه العناصر مجتمعة إلى بعضها ، فإن الفرد الناتج عنها يتابع صيرورته ككائن مستقل له تاريخ و منحى حياة متميزة عن الآخر ، إلا أن هذه العناصر ليست ثابتة على حال بل في تغير دائم ، الجسم يتبدل بين يوم وآخر تغيرا لا يلحظ إلا على فترات متباعدة ، فمن كان طفلا صار الآن شابا ، فكهلا وعندها يأتي الموت ، إن ما يبدو أمامنا " شخصية أو "ذاتا ، ليس في حقيقة الأمر إلا مظهرا ، واسما نعطيه لتلك " الوحدة الوظيفية " المتشكلة بتأثير اجتماع و تفاعل العناصر الخمسة ، التي لا توجد إلا كنبضة عابرة في جريان الصيرورة الأبدية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق