الحقائق النبيلة الأربعة

الحقائق النبيلة الأربعة  

الأساسي من تعاليم بوذا متضمن في - الحقائق الأربع النبيلة - التي عرضها في أول موعظة له أمام رفاقه القدماء النساك الخمسة ، في إيزيباتانا ( سارناث الحديثة ) قرب بيناريس . في هذه الموعظة - كما قدمت لنا في النصوص الأصلية - عرضت هذه الحقائق الأربع باختصار . ولكن هذه الحقائق الاربع وجدت مشروحة بتفاصيل أكثر ، و بأشكال مختلفة في أماكن أخرى عديدة من الكتابات . فإذا درسنا الحقائق الأربع النبيلة بمساعدة هذه المرجع وهذه الشروح ، حصلنا على عرض حسن ودقيق بما فيه الكفاية لتعاليم بوذا الجوهرية كما استخلصت من النصوص الأصلية

الحقائق الأربع النبيلة هي :

1- دوكها

2 ساموديا ( ظهور دوكها أو أصلها )

3- نيروذا (توقف أو انقطاع دوكها )

4- ماجا ( الدرب أو الصراط الذي يقود إلى توقف دوكها )

1- أولى هذه الحقائق النبيلة هي دوكها : الحياة الإنسانية في أساسها معاناة متواصلة، منذ لحظات الولادة الأولى وحتى الممات ، طبيعة الحياة ألمها اتراحها و أفراحها عدم كمالها وعدم إرضائها وعدم

دوامها وعدم جوهرريتها من هذه الناحية تقوم وظيفتنا على فهم ذلك كواقع بشكل واضح وكامل

لكن قبل كل شيء نقول إن البوذية ليست متشائمة ولا متفائلة . و إذا كان لابد من أن نعطيها صفة فأن صفة الواقعية هي التي تناسبها .فرؤيتها للعالم و الحياة هي رؤية واقعية قطعا . إنها تنظر إلى الأمور بشكل موضوعي (ياثابهوتام ) و لا تسعى لأن تهددنا بوهم أننا نعيش في جنة خادعة . كما أنها لا تسعى أيضا أن تخيفنا بأنواع الخطايا و المخاوف الوهمية . هي تقول لنا بطريقة موضوعية ما نحن وما العالم الذي يحيط بنا . تظهر لنا درب الحرية الكاملة ، درب السلام و الهدوء و السعادة .

قال بوذا عن هذه الحقيقة 

وإليكم أيها البهيكهو ، الحقيقة النبيلة عن الدوكها ، فالشيخوخة دوكها ، و المرض دوكها ، و الموت دوكها والعيش مع من لاتحب دوكها ، و الانفصال عمن تحب دوكها ، وعدم الحصول على ما ترغب فيه دوكها . و الخلاصة إن المجموعات الخمس للارتباط هي دوكها .

2- الحقيقة الثانية النبيلة عن أصل دوكها : إن الانسياق وراء الشهوات، والرغبة في تلبيتها هي أصل المعاناة، تولدت هذه الرغبة نتيجة عدة عوامل إلا أن الجهل هو أصلها جميعا. إن الجهل بالطبيعة الحقيقة للأشياء ثم الانسياق وراء الملذات يُوّلِدان الجذور الثلاثة لطبيعة الشّر، وهي: الشهوانية، الحِقد والوَهم، وتنشأ من هذه الأصول كل أنواع الرذائل والأفكار الخاطئة. 

قال بوذا عن هذه الحقيقة

وإليكم أيها البهيكهو ، الحقيقة النبيلة عن سبب الدوكها : إنه ذلك العطش ( الرغبة ، تانها ) الذي ينتج إعادة الحياة و إعادة الصيرورة ، و المرتبط بشره محموم ، و الذي يجد متعة جديدة تارة هنا وتارة هناك، أي هو العطش إلى لذائذ الحواس ، العطش إلى الحياة و الصيرورة العطش إلى عدم الوجود

3- الحقيقة الثالثة النبيلة عن إيقاف دوكها : الشهوة و الجهل والتعلق بالأشياء المادية يمكن التغلب والقضاء عليهما. يتحقق ذلك عن طريق كبح الشهوات ومن ثمة القضاء الكلي عليها .

قال بوذا عن هذه الحقيقة

وإليكم أيها البهيكهو ، الحقيقة النبيلة عن أنقطاع الدوكها ،إنه الأنقطاع الكامل لهذا العطش ، تركه ، التخلي عنه ، التخلص منه ، الانفصال عنه

4- الحقيقة  الرابعة النبيلة هي الطريق الذي يؤدي إلى إيقاف دوكها : ويتألف الطريق من ثمان مراحل، ويسمى بالدَرْب الثُماني النبيل، تمتد على طول هذا الطريق ثمان فضائل:

الفهم الصحيح

الفكر الصحيح

الكلام الصحيح

السلوك الصحيح

المعيشة الصحيح

الجهد الصحيح

الوعي الصحيح

 التركيز الصحيح 

قال بوذا عن هذه الحقيقة

و إليكم أيها البهيكهو ، الحقيقة النبيلة عن الصراط الذي يقود إلى انقطاع الدوكها . إنه الصراط الثماني النبيل الذي يعني  الفهم الصحيح ، و الفكر الصحيح و الكلام الصحيح و العمل الصحيح ووسيلة الحياة الصحيحة و المجهود الصحيح و الأنتباه الصحيح و التركيز الصحيح .

من كتاب تعاليم بوذا راهولا