ديغهاناكا سأل البوذا :
غوتاما ( البوذا ) ماهي تعاليمك ؟ ماهي عقيدتك ؟ من جهتي أنا أكره جميع العقائد و النظريات ، و لا أتبع أي واحده منهم على الإطلاق .
أبتسم البوذا و سأل :
هل تتبع عقيدتك في عدم أتباع أي عقيدة ؟ هل تؤمن في عقيدتك في عدم الأيمان ؟
إلى حد ما تراجع ديغهاناكا و أجاب :
غوتاما سواء كنت أنا مؤمن أو غير مؤمن فهذا لا يهم .
البوذا تكلم بلطف :
بمجرد الشخص يكون مقبوض بإيمان في عقيدة ، سوف يخسر جميع حريته ، عندما الشخص يكون عقائدي ، يؤمن أن عقيدته هي الحقيقة الوحيدة و أن جميع العقائد الأخرى هي هرطقات ،
النزاعات و الصراعات كلها تظهر من النظرة الضيقة ، يمكن لها أن تمتد إلى ما لا نهاية ، يضيعون وقت ثمين و حتى في بعض الأحيان تقودهم الى الحروب ،
التعلق في الرؤى ( العقيدة ) هي أكبر عائق لطريق الروحي ، مقيد في الرؤى الضيقة ، يصبح الشخص مربوط بحيث لم يعد ممكنا له السماح للباب الحقيقة أن تفتح ،
سأل ديغهاناكا :
ولكن ماذا عن تعاليمك ؟ لو شخص أتبع تعاليمك هل سوف يصبح مقبوض برؤى ضيقة ؟
قال بوذا :
تعاليمي ليست عقيدة أو فلسفة ، ليست نتيجة لفكرة استطراد أو تخمين عقلي مثل العديد من الفلاسفة الذي يتنافسون على أن جوهر الكون الأساسي هو النار ، الماء ، الأرض ، الرياح ، أو الأرواح . أو أن الكون سواء محدود أو غير محدود ، مؤقت ، أو ازلي .
الفكر الاستطرادي أو التخمين العقلي حول الحقيقة مثل النمل الذي يدور حول إطار الوعاء ، لن يذهبوا الى أي مكان .
الأشياء التي أقولها تأتي من تجربتي ، يمكنك تأكيدهم من خلال تجربتك ،
هدفي ليس أن شرح الكون ولكن لمساعدة ارشاد الأخرين ليكن لهم تجربة مباشرة للواقع ، فقط التجربة المباشرة تمكننا أن نرى الوجه الحقيقي للواقع .
هتف ديغهاناكا :
رائع ، رائع غوتاما ! لكن ماذا سوف يحدث لو شخص فهم تعاليمك على أنها عقيدة ؟
قال بوذا :
علي أن أبدي بوضوح أن تعاليمي هي طريق لتجربة الواقع وليس هي الواقع نفسه ، تماما مثل الأصبع الذي يشير الى القمر هو ليس القمر نفسه ، الشخص الذكي يستخدم الأصبع ( التعاليم ) ليرى القمر ( الواقع ) .
~ الفقير ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق