الأربعاء، 6 فبراير 2013

موعظة السهم


بوذا لم يكن يهتم بمناقشة مسائل ميتافيزيكية لا فائدة منها ، لأنها نظرية تأملية بحتة و تخلق مشاكل وهمية ، كان يعتبرها صحراء من الآراء ، و كان بين تلاميذ بوذا شخص اسمه مالونكيابوتا طرح على بوذا أسئلة كلاسيكية في مشاكل ميتافيزيكية و طلب من بوذا الأجوبة .

وجواب بوذا على مالونكيابوتا لابد أن تكون نافعة للملايين من الناس الذين يضيعون في عالم اليوم وقتا ثمينا في مسائل ميتافيزيكية ، و يثيرون الإزعاج و الاضطراب بلا فائدة بدل من هدوء عقولهم و راحتها .

يا مالونكيابوتا ، إذا قال أحد الناس ، لن أعيش حياة تقية تحت إشراف صاحب الغبطة طالما أنه لن يشرح هذه الأسئلة ، فإنه يمكن أن يموت دون أن تلقى هذه الأسئلة جوابا من التاثاغاتا إن الأمر تماما يا مالونكيابوتا مثل رجل جرح بسهم مسموم جرحا قويا فأتى أهلة و أصدقاؤه بجراح ، فقال الرجل : لن أدع أحد ينزع هذا السهم قبل أن أعرف من الذي جرحني ، ما إذا كان من الكشاتريا ( وهي طبقة المحاربين ) أم البراهمانا ( طبقة الكهنة ) أم من الفايسيا ( طبقة التجار و المزارعين ) أم من الشودرا ( طبقة الدنيا ) . ما اسمه ، ما عائلته ، اهو طويل أم قصير أم ذو قامة متوسطة ، من أية قرية أو مدينة أو بلدة أتى ، لا أسمح بسحب هذا السهم قبل أن أعرف بأي نوع من الأقواس تم قذفي ، قبل أن اعرف أي وتر تم استعماله في القوس ، قبل أن اعرف أية ريشة استخدمت على السهم ، قبل أن اعرف بأية طريقة رأس السهم ، و مات هذا الرجل يا مالونكيابوتا دون أي يعرف هذه الأمور ، وكما كان الحال مع مالونكيابوتا فإن أي امرئ يقول ، لن أعيش حياة تقية تحت إشراف صاحب الغبطة قبل أن يعطيني جوابا على هذه الأسئلة ، فقد يموت مع هذه الأسئلة المتروكة بلا جواب من التاثاغاتا .

و عندئذ شرح بوذا لمالونكيابوتا أن الحياة التقية لا ترتبط بهذه الآراء ( الميتافيزكية ) ، ومهما كان الرأي الذي يمكن الحصول عليه عن هذه المشاكل ، فيبقى هنالك الولادة و الشيخوخة و العجز و الموت و التعاسة و النحيب و الألم و التعب و العوز ، ثم شرح بوذا لمالونكيابوتا الحقائق الأربعة النبيلة التي تقود إلى السعادة و الهدوء و إلى النيرفانا .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق