قال بانكاي : " لا يوجد شخصا واحد في هذا اللقاء غير مستنير ، في هذه اللحظة ، كلكم تجلسون أمامي كبوذات ، كل شخص منكم لديه عقل البوذا منذ الولادة ، ولكن طبيعة عقل البوذا بدون أي شك غير مكونة ، مع حكمه نيرة ومشرقة بشكل رائع . في اللامكون ، كل شيء تماما محلول " .
بانكاي ( 1693 - 1622 ) كان معلم مشهورا ومؤثر . وقد كان يتجنب الاعتماد على السوترات أو الاعتماد على مدرسه معينه . و تميزت تعاليمه بانها ممارسة فردية ، و البساطة و الوضوح في جوهر الزن . وكان حرصه أن تختبر الحقيقة في هنا و الآن ، وليس نهج تنظيم بعيد المنال .
~ تعليم الجميع ~
بانكاي أصبح معلم زن من و إلى الناس ، فكان يتحدث إلى العاميين من القرى كتلاميذ زن ، باللغتة البسيطة و المباشرة ، لقد كان مثير للإعجاب في إخلاصه . زن بانكاي كانت و لاتزال جدا واضحه و بسيطه ولجميع البشر بمختلف قدراتهم .
قال بانكاي : " لو أدركت عقل البوذا بوضوح ( في هنا و الآن ) ، فذلك كافي ، لا تحتاج إلى ممارسات أخرى ، سواء المبادئ ، ولا الزازن ( جلسة التأمل ) ، ولا دراسات الكوان ، ولا شيء آخر . سوف تكون حرا من الاهتمام ، كل شيء سوف يهتم بنفسه ، فقط من خلال أن تكون نفسك "
بانكاي قد كسر تماما سيادة نظام الكوان في الزن ، وبدلا من أن يحث أتباعه أن يسعوا لتنور من خلال تأمل الكوان بشق الأنفس ، فقد كان يحث أتباعه أن يختبروا الحقيقة البسيطه بشكل مباشر .
قال بانكاي : " لن أقول لكم يجب أن تمارسوا كذا و كذا ، والتي يجب عليكم أن تتمسكوا بقواعد معينة أو قراءة سوترا معينه أو كتابات الزن الأخرى ، أو يجب عليكم أن تمارسوا الزازن ( التأمل ) ... لو تريدون أن تتلو السوترات أو تمارسوا الزازن ، أو التمسك في المبادئ ، أو تلاوة النامبتسو ( منترا لمدرسة الأرض النقية ) أو الدايموكو ( منترا لمدرسة نيتشرين ) ، إذا افعلوها ، لو كنت مزارع أو تاجر و تريد أن تعمل في مزرعتك أو تجارتك ، إذا افعلها ، ومهما كان ، فذلك تركيزك الشخصي . "
فلا يوجد ممارسات صعبة متطلبه في تعاليم بانكاي ، رغم أنه خضع لمصاعب رهيبة قبل أن يدرك اللامكون، وأكد لتلاميذه بأنه ليس ضروري ولا حتى مستحسن أن يخوضوا ما خاضه من صعوبات ، لقد كان عليه أن يكافح، لأنه لم يجد معلم قادر أن يعلمه ما كان يجب أن يعرفه ، ولكن بعد ذلك أدرك بانكاي بأن الحقيقة متوفرة و بسهوله ، أن تحيا حياتك في اللامكون وسوف تكون لديك تجارب أعمق .
~ أبقى في اللامكون ~
نستطيع أن نختصر كامل تعاليم بانكاي في دعوة وحيده " البقاء في اللامكون " ، مصطلح " اللامكون " استخدم قديما في البوذية لوصف جوهرنا ، الأصلي ، الغير مخلوق . ولكن بانكاي كان فريدا في استخدام المصطلح كأساس لتعاليمه . بانكاي لم يكن يقول بأنه يجب على الشخص أن يحصل على اللامكون ، ولكن بكل بساطه أن يبقى فيه ، اللامكون ليس شرطا يجب أن تصنعه ، بل هي عقولنا النقية الكاملة كما هي عليه .
ولكن بطبع نحن ننسى أن نكون عفوين و طبيعين في حياتنا ، لذا بانكاي علم " أن تدع الأفكار تظهر و تختفي كما سوف تفعل " . وفي ردود أفعالنا لظروف الأفكار و المشاعر تأتي و تذهب ، وهذا ليس جيد أو سيء بذاتها ، ولكن نحن اصبحنا عبيد لردود أفعالنا . و نفشل بأن نراها مجرد انعكاسات عابرة . و نعيق التيار الحر لعقولنا . فقط نحتاج أن نتنحى جانبا .
قال بانكاي : " لو تعتقد أن العقل الذي حقق الاستنارة هو ' لك ' أفكارك سوف تتصارع مع بعضها البعض "
~ لا ممارسة مميزة ~
قال بانكاي : " انا دوما أحث الأشخاص بكل بساطة أن يعيشوا في عقل البوذا اللامكون ، ولا أحاول أن أجعل أي شخص يفعل أي شيء آخر .
ليس لدينا أي قواعد مميزة ، ولكن بما أن كل شخص اجتمعوا بأنهم يريدون أن يقضوا ست ساعات كل يوم ( لفترة اثنا عشر من عود البخور ) ليمارسوا الزازن ( التأمل ) ، ادعهم يفعلون كما يشاؤون ، في تخصيصهم من الوقت لزازن .
ولكن عقل البوذا اللامكون ليس لديه علاقة في تلك الأعواد من البخور ، بل هو فقط أن تكون في البيت في عقل البوذا اللامكون ، أن لا تشرد في الوهم ، وأن لا تسعى للإستنارة ماوراء ذلك .
فقط أجلس في عقل البوذا ، قف في عقل البوذا ، نم في عقل البوذا ، استيقظ في عقل البوذا ، أفعل كل شيء في عقل البوذا ، عندها سوف يكون عملك كبوذا حي في كل ما تفعله في حياتك اليومية ، ولا يوجد شيء غير ذلك . "
علم بانكاي ، بأن اللامكون بالفعل حاضر ، مثالي و كامل ، وهو في الحقيقة ، طبيعتنا الجوهرية .
و بدلا من الكفاح لكي تفعل أو تصبح شيئا ما ، يجب على الشخص أن يوقف الكفاح تماما . لو الشخص حقا طبيعيا و عفويا ، حاضرا تماما للحظة . متقبل اللحظة تماما . اللامكون طبيعتا الحقيقية سوف تظهر .
قال بانكاي : " التأمل لا يجب أن يكون محصور في وقت محدد و في قاعة التأمل "
وقال أيضا : " عندما تبقى في اللامكون فإن كل وقتك هو زازن " .
فإن الزازن هو الحضور للحظة . ان تكون تماما مع ما تفعل في هنا و الآن .
~ الفقير ~